د الحسن اشباني يدق ناقوس الخطر بشأن بكتيريا كزليلا فاستيديوزا

د الحسن اشباني
باري قي ايطاليا يوم الجمعة 28 شتنبر 2018

للتأمل 737: ولله في خلقه شؤون..

بكتيريا جرثومة لا ترى بالعين المجردة بل لا بد من مجهر إلكتروني يكبرها الف مرة حتى يرى فقط شكلها الخارجي! اسمها كزليلا فاستيديوزا قلبت الموازين في الدنيا كلها منذ ان ظهرت في ايطاليا سنة 2013 وفي شجرة الزيتون المزروعة على مساحة تقدر ب مليون و165 الف هكتار منتجة ل 6 مليون طن من زيت الزيتون، تحتل يذلك الرتبة الثانية عالميا بعد اسبانيا.

وهي بكتيريا قاتلة تذبل الشجرة في شهور بعد ظهور أعراضها الأولي، ولا علاج لها الا ازالة الأشجار المصابة والسليمة المجاورة لها في حدود بعض الكيلومترات وحرقها مباشرة. وبسبب هذا الكائن الذي لا يتعدى حجمه 0.5 ميكرومترا اي 0.0000005 مترا تم تدمير اكثر من مليون شجرة من أصل 150 مليون في جنوب ايطاليا وخسارة كبيرة في الانتاج مقدرة بأكثر من 30٪؜.
تتجلى خطورة هذه البكتيريا انها تصيب الى حدود هده الساعة التي اكتب فيها هذا التامل اكثر من 563 صنف نباتي ضمنها الى جانب الزيتون، أشجار الحمضيات و الكرم و اللوز و الكرز و التين .
وهي الان موجودة رسميا في ايطاليا وفرنسا وإسبانيا في أوروبا وفي ايران وفي التايوان اضافة الى البرازيل

وبحكم قرب المغرب من هذه الدول الثلاث الاوروبية، فهناك تخوف اكيد من ولوجها الي المغرب بين عشية وضحاها… وهنا سنكون مع موعد صعب مع أفة اخرى جديدة مخالفة تماما لمرض اللفحة النارية على التفاح والإجاص والسفرجل الذي دخل البلد سنة 2006 واستوطن فيه بشكل رهيب. لان دخول هذه البكتيريا الجديدة الى بلدنا سيكون مدمرا ان اجلا او عاجلا لمليون هكتار من شجرة الزيتون الذي نتوفر عليه وللحوامض و للكرم و اللوز وللكرز اضافة الى نباتات او أصناف عوائل اخرى لهذه البكتيريا مثل بعض الأعشاب الطبية والعطرية كالخزامة!!.

هل نحن في أتم الاستعداد للحيلولة دون ولوجها الى المغرب؟ لا، ابدا .. وسأكون منافقا عَلِيما، بل و خائنا كبيرا للامانة العلمية التي من المفرض ان يحملها إطار مثلي، اذا قلت عكس ذلك.. فأوروبا بقوة مؤسساتها البحثية والحماءية والتنموية والتشريعية وقوة اقتصاديات دولها لم تستطع منع دخولها ولا انتشارها السريع حتى. مقارنة بِنَا و معنا حيث وجود الكفاءات طبعا رغم قلتها ولكن بلا اي تنسيق فعال بينها في بيئة تسود فيها سياسة الإبقاء و التشبت بالعمل البيروقراطي الكلاسيكي المميت وقتل في مهدها كل الطموحات المواطنة في هذا المجال.

img0011
فتواجدي هنا بمعيّة صديق باحث اخر كان الهدف منه التعرف عن قرب عن هذا المرض وهذه الجرثومة و طريقة العمل في ايطاليا بل وفي أوروبا ازاء التفاعل معها على جميع الاصعدة و الجوانب انطلاقا من التشخيص الحقلي وجمع المعلومات والعينات و تحليلها باحدث التقنيات و دراسة الجرثومة دراسة مستفيضة وكيفية إدارة المرض في وقف الانتشار و طرق الحماية منه وخصوصا في الزيتون والعوائل المصابة حاليا بأوروبا.
الامر جلل ولا اعرف الان كيف سيتم ادارته من حيث منع دخوله و التعامل معه بعد الاستيطان في حضرة غياب تام العلاج .
اخدت الصورتين في جنوب ايطاليا المنكوبة: تذبل بعض الفروع بداية ثم الشجرة كلها يليها موت محقق للشجرة وللبستان كما هو مبين في الصورة

img0010

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *