الدواجن المغربية ترحل إلى أسواق “سيدياو” قبل الموافقة الأوروبية

يتجه مهنيو الدواجن بالمغرب إلى اقتحام أسواق البلدان الإفريقية المنضوية ضمن المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا “سيدياو” من أجل رفع مستوى الصادرات الإفريقية، في وقت ينتظر فيه أن يبتّ في طلب المملكة في الانضمام إلى هذا التجمع الإقليمي نهاية الشهر الجاري كعضو كامل.

وناقش مهنيو الدواجن بالمغرب، خلال معرضهم المنظم هذا الأسبوع بالدار البيضاء، إمكانات التوجه نحو إفريقيا بشكل أكبر، في سياق رفع المغرب من مستوى التحرك على جميع الأصعدة في القارة السمراء، منذ العودة الرسمية إلى الاتحاد الإفريقي بداية السنة الجاري.

وحسب دراسة أجرتها الفيدرالية البيمهنية لقطاع تربية الدواجن بالمغرب FISA، فإن البلدان المنضوية تحت لواء المجموعة الاقتصادية سيداو توفر إمكانات مهمة وتفتح آفاقا جديدة أمام صادرات قطاع الدواجن المغربية، في الوقت الذي لم تفلح بعد في التوجه إلى القارة الأوروبية نظراً للتقييم الصارم التي تطلبه السلطات المختصة.

ويبلغ تعداد ساكنة بلدان المجموعة الاقتصادية “سيداو” ما يناهز 320 مليون نسمة، وتعرف توسعاً في المجال الحضري وتحولاً في العادات الاستهلاكية، خصوصاً في ثلاثة بلدان إفريقية هي بوركينافاصو ومالي والطوغو، والتي تضم ما يعادل 15 مليون مستهلك.

الدراسة تحدثت عن كون هذه البلدان الثلاثة تعدّ مدخلاً لولوج باقي بلدان غرب إفريقيا، خصوصاً أنها تعرف معدلات ضعيفة على مستوى استهلاك الدجاج، لأسباب مختلفة؛ منها ارتفاع الأسعار وطبيعة العادات الغذائية لشعوب المنطقة التي تميل عادة نحو استهلاك اللحوم الحمراء.

وقدمت الدراسة خطاطات لوجيستيكة تهم أسواق غرب إفريقيا، وتشمل ثلاثة موانئ إقليمية وطريقا برية عملية وممرا جويا يتعين تفعليه، نظراً لأهمية وحجم البضائع المنقولة خاصة الكتاكيت، وأشارت إلى أن الخطوة يفرض اعتماد استراتيجية ملائمة تتيح للصادرات المغربية ولوج هذه الأسواق بسهولة، وترتكز على ثلاثة محاور تهم هيكلة القطاع داخل البلدان المستهدفة وتحسين جودة المنتجات المغربية وتبسيط مساطر العبور.

واقترحت هذه الدراسة خطة عمل لتنمية الصادرات المغربية نحو الأسواق الإفريقية، من خلال تنظيم جولات من أجل عقد اتفاقات لتسهيل عمليات التصدير وتجاوز المعيقات، ودعوة مختلف الفاعلين الأفارقة إلى المغرب بهدف التكوين والتدريب والقيام بزيارات منظمة للاستفادة من الخبرة المغربية في مجال تربية الدواجن.

يأتي هذا التحرك على هامش تنظيم معرض الدواجن الذي وصل نسخته العشرين في اليومين الماضيين بالدار البيضاء، والذي اختار شعار السنة حول موضوع “الدواجن دعامة الفلاحة بإفريقيا”، وعرف مشاركة ممثلي قطاعات الدواجن الأفريقية من مالي والطوغو والبنين وغينيا كوناكري والسينغال والنيجر ورواندا وبوركينا فاسو والكاميرون والسودان وإثيوبيا والكوت ديفوار.

يشار إلى أن إنتاج قطاع الدواجن بالمغرب بلغ حوالي 560 ألف طن من لحوم الدواجن، و4,1 مليارات من بيض الاستهلاك سنة 2016. ويغطي القطاع مائة في المائة من حاجيات لحوم الدواجن بالمغرب، التي تمثل 52 في المائة من إجمالي استهلاك اللحوم، إضافة إلى تلبيته لحاجيات البيض بنسبة مائة في المائة.

وقد حقق هذا القطاع سنة 2016 رقم معاملات بلغ 29,1 مليار درهم، فيما وصلت قيمة الاستثمارات فيه حوالي 11,3 مليار درهم، ويضم القطاع حوالي 70 وحدة صناعية و4000 مربّ، حسب أرقام الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب الممثلة لسلسلة الإنتاج الخاص بالدواجن في المغرب والمنضوية تحت الاتحاد العام لمقاولات المغرب؛ لكن الدواجن المغربية ممنوعة من دخول الأسواق الأوروبية، فالمهنيون ينتظر إجراء تقييم ثالث وأخير من لدن اللجنة الأوروبية المكلفة بإعطاء الضوء الأخضر، بعد أن قامت بأول تقييم ومراقبة شهر مارس الماضي والثاني في شتنبر، في ما ينتظر إجراء تقييم أخير دجنبر الجاري قبل اتخاذ قرار رفض أو قبول الطلب.

المصدر :  هسبريس ـ يوسف لخضر   https://www.hespress.com/economie/373322.html

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *