التقنيون الزراعيون بالمغرب بين حلم الإندماج وكابوس الأجور

a

هشام ضفيرمقال بقلم :  هشام ضفير

التقنيون الزراعيون بالمغرب بين حلم الإندماج وكابوس الأجور

 

                                             ***************************

 

يعدون بالآلاف، تكاد تراهم وتجدهم في كل مكان، في كل منطقة ذات نشاط فلاحي، في كل ضيعة، وفي كل شركة؛ كلهم حيوية ونشاط، يسهرون على كل كبيرة وصغيرة، يحرصون على أدق التفاصيل بنظم علمية حديثة يعملون، لا راحة لهم وإن غادروا مقرات وأماكن العمل، صبرهم صبر أيوب، في ظروف قاسية متقلبة الأحوال يشتغلون، معظمهم تحت قيد رب العمل ، الكل في وقته بالثانية والدقيقة، لا مجال لهم للخطأ، يشتغلون لساعات طوال حبا لعملهم .

فيا ترى منهم ؟ عمن نتحدث هنا ؟؟

إنهم جنود مجندة في الخفاء والكواليس بعيدا عن الأنظار، لا يرى لهم أثر في الواجهة ،إنهم أبطال في معركة بناء القطب الأول للإقتصاد الوطني .

إنهم أصحاب مهنة المتاعب الحقيقيين ولا عجب، إنهم التقنيون الزراعيون بالمملكة المغربية، هنا مربط الموضوع سوف نتحدث عن قسم أو جزء مهم من واقعهم المعاش في كل يوم وفي كل لحظة.

خريجي المعاهد الفلاحية بعد سنوات من التكوين والتأهيل بتخصصات وانتماءات مختلفة في الميدان؛ باتوا اليوم في وضعية لا يحسدون عليها ، حب وإخلاص للقطاع ؛ ونضال من أجل وطن فلاحي متقدم، طامحين في تأمين ما تبقى من سنوات عمرهم بمستقبل مريح ملبي للآمال؛ وطمعا في حق مقابل جميل من وطنهم يلقونه ، ينسيهم ما يعيشون من مشاكل وصعاب شق مسير العالم الفلاحي بنجاح

فلعل أبرز ما يئن تحت وطأته التقنيون الزراعيون في المغرب ، هو هزالة وتدني الرواتب والأجور، التي لا تلبي تطلعاتهم ولا توازي ثقلهم وأهميتهم في الميدان ، والتي تختلف وتتفاوت تحث ظل إكراهات من فئة إلى أخرى ومن تقني إلى آخر، بتداخل عوامل وأسباب عدة كل حسب موقعه   وتجربته الخاصة ؛ تفسيرات وتحليلات وإن تعددت وتنوعت لكن تتوعد في جوهر الشكوى والأنين وعدم الرضى التام على الأجرة .

تراجع وهزالة أجور التقنيين خاصة في القطاع الخاص راجعة بالأساس حسب بعضهم إلى كثرة الحاصلين على الشواهد و “الديبلومات” و قلة فرص الشغل، بالإضافة إلى عدم تلاحم خريجي المعاهد في الميدان.

بينما هناك آخر يلقي اللوم على المسؤولين على القطاع خاصة وزارة الفلاحة حسب رأيه الخاص و التي يؤكد من خلاله على أن الوزارة أتت بإنجازات هامشية (مخطط المغرب الأخضر) لا ترتقي لطموحاتنا بل لا تناسب مطالبنا المشروعة، مضيفا في هذا الإطار أننا نحن من يسهر على توفير عيش المواطن و نضمن استقراره الغذائي، و نسعى لضمان مطالبه الغذائية. متسائلا في الأخير “أين حقنا في الحياة للإستمرارية في العطاء”.

بينما يضيف آخر أن السبب الحقيقي في نظره هو منافسة العنصر النسوي للذكور في الميدان، و تقبلهن الاشتغال مقابل أجر زهيد، مستهزءا في هذا الجانب أن همهن الوحيد هو تأمين مصاريف المأكل و الملبس فقط، عكس الذكور الذين تنتظرهم مسؤولية إعالة العائلة و تكوين أسرتهم الصغيرة.

إذن، ما يمكن أن نقوله في خضم و ثنايا الواقع الذي يعيش فيه التقنيون الزراعيون في المغرب أنه يفرض علينا إيجاد حلول جذرية بعيدا عن الترقيع و الإنزواء و الانطواء وراء سياسات و برامج جوفاء لا تسمن و لا تغني من جوع و لا تجدي نفعا، فعلى الدولة الآن التفكير مليا اكثر من أي وقت مضى في الوضعية التي يعيشها خريجي المعاهد الفلاحية، و ذلك بنهج مقاربة تشاركية لجميع الأطراف نصيب منها، و اعتماد برامج مندمجة قابلة للتفعيل على أرض الواقع بنجاح، و الحد من ظاهرة التفريخ المفرط للخريجين بدون ضمان مستقبلهم في الميدان، و الذي غالبا ما يصطدم الكثير منهم بصورته المعكوسة للتي كانت ترسم لهم في فصولهم الدراسية.

كعكعة التشغيل و التوظيف لم يعد للجميع نصيب و حظ منها انطلاقا من مجموعة من الإكراهات و المستجدات على الساحة، فأبواب التشغيل العمومي مقفلة و موصدة حتى اشعار آخر، و القطاع الخاص لم يعد بإمكانه استيعاب الأفواج الهائلة من الخريجين، إضافة إلى كونه قطاع غير منظم و غير مهيكل، و لا تحترم فيه الكفاءة و لا تطبق فيه القوانين، لا حقوق تعطى فيه، فكل من يشتغل فيه تحت قيد الواجبات و الأوامر
إلى حد الإختناق.

2 تعليقان

  1. le vrais probleme mazal madkertih khoya hicham li hwa f nadiri o tanchofo ana intila9an mn ma ptite experience hwa le manque de la competence chez la plus part des laureat des instutit agricoles parceque kaynin des techniciens li waslin f salaire 12000dh en plus des prims de proudiction katwsal l10000DH par hectar o lkhdma mojoda 7it li kaykhdem o 3ndo la technique katlgah dima 3Lih demande f marché du travail
    je vous donne mon exemple mon chef de culture katkhales 10000DH o hwa deplome en 2009 et moi son adjoin et responsable de traitement mon salaire et de 4000DH et je suis un deplomie de 2014 dans une exploitation de 22 Ha de tomate o kan3raf driri deplomie matay3raf 7TA i7seb l’eqiulibre de fertigation ola may9der i9alab 7ta
    3la stage de formation
    rah had domaine s3ib 3la wlidat mamathom li magad 3la lfya9 bkri o sentiha m3a li partron o lmsad3a m3A lkhadama oli makla lkhbZ lbayt f STAge imchi 7da mamah tyab lih lkhbZ skhon iyaklo wi tkamach oli gad 3la hadchi itasel bya ndeber 3lih rah dima kayt3ardo 3liya des poste o bdon f tikhar 3likom khoti les techs
    il faut etre un technicien avec T majescule

  2. .اولا اشكر القيمين على هذا الموقع على مجهوداتهم التي يبدلونها لتقديم معلومات مهمة للقارئ المهتم بالقطاع الفلاحي ثانيا أضم صوتي الى الاخ عصام الذي كتب تعليق فوق انا اتفق معه في كون العمل في القطاع الخاص متوفر نسبيا ولكن للتقني الذي يمتلك كفاءة عالية في الميدان والقدرة على تسيير ضيعة فلاحية تضم في المتوسط على ما يناهز ال100 عامل وعاملة وهذا ليس سهلا على الجميع بكون التقني ملزم عليه ان يكون مديرا للموارد البشرية ايضا ومحاسبا بل وحتى شرطيا حتى يضمن التسيير الجيد لضيعته ويضمن كذلك رضى مشغله الفلاح هذا الاخير الذي يتواجد كذلك في وضعية لا يحسد عليها بين مطرقة مشاكل أسواق المنتوجات والعرض والطلب وسندان الظروف المناخية وغلاء الاسمدة ومشاكل نقابات اليد العاملة.. المقال اتى بمغالطات كثيرة منها مخطط المغرب الاخضر الذي تم وصفه بانجاز هامشي فلو عرفتم جوهره الحقيقي واهدافه المتوخاة لوصفتموه باحسن مخطط تنجزه الدولة وسيأتي اكله بعد 10 او عشرين سنة ولكن فعلا اذا توفرت الظروف المناسبة خصوصا وعي المواطنين والتزامهم بإنجاح مشاريع هذا المخطط وضمان استمراريتها، ولي الشرف ان اكون من بين التقنيين الفلاحيين المواكبين لهذا المخطط والساهرين على تتبع مشاريعه ولكن مساحة التعليق لا تسمح لي بكتابة اكثر حول هذا الموضوع .. اما فيما يخص القطاع العام فلم يعد يوظف بوتيرة اكثر من السابق وهذا مشكل اخر ربما لان العمل في الوظيفة العمومية خصوصا الادارات الفلاحية تقلص نسبيا حيث تقوم الادارة بإنجاز اشغال مؤقتة و لفترات محدودة طبقا لما توفر لديها من ميزانية مما يجعلها تعتمد على مكاتب دراسات التابعة للقطاع الخاص لانجاز هذه الاشغال منها بالمناسبة مشاريع مخطط المغرب الاخضر وهذا ما لاحضته من اخلال احتكاكي بالمديريات الاقليمية للفلاحة.

اترك رداً على aissam إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *