المناطق الخضراء و المنظومة البيئية ، أية علاقة ؟

بقلم هشام ضفير

تلعب المساحات الخضراء دورا محوريا وجوهريا في المنظومة البيئية لكل منطقة أو مدينة ؛ فهي تشكل الرئة التي يتنفس بها المحيط الإجتماعي الذي نتواجد فيه ونتقاسم فيه العيش مع الكائنات الأخرى الحية ،وتساهم إلى حد كبير في تحقيق نوع من التوازن الإيكولوجي عن طريق تبادل العمليات المباشرة خاصة مع الإنسان ؛ويتقاسم معه الواجب الإفتراضي غير الملموس والمفروض تواجده لضمن البقاء لكل الطرفين .
فالمنظومة البيئية المحتضنة للمناطق والمساحات الخضراء تتفاعل مع محيطها الحي ، وأعني هنا تحديدا الإنسان وذلك كله عن طريق تزويده بالأوكسجين والهواء النقي المتجدد ؛وتساهم أيضا في تلطيف الجو وتنقيته من بعض الشوائب العالقة كالغبار .
وفي إطار العطاء المتبادل كان لزاما على الإنسان العاقل المتشبع بالقيم المجتمعية الإنسانية ، أن يقوم بواجبه المنوط به بكل مسؤولية وتبصر بالمحافظة بكل ما أوتي من قوة وقدرات على محيطه ، عن طريق استعمال واللجوء إلى الوسائل المتعاد عليها ،حماية لنفسه وللأجيال القادمة من الانزلاق نحو عالم ومجال ملوث تختل في الموازين ،خال من أسباب العيش والحياة ؛

فأمر البقاء ومواصلة مسير الحياة بيد الإنسان ؛فإن أراد أن ينئ بنفسه عن العواقب السيئة ؛وتغير محيطه عليه أن يعمل جاهدا وبحكمة إلى طرح وتقديم طرق وبرامج قابلة للتحقيق على أرض الواقع وعلى عدة وجهات.

فحماية المنظومة البيئية لا تحتاج إلى إلى إسالة الكثير من المداد على سطور المخططات والبرامج والتي تبقى غالبا رهينة الرفوف ، لكن تحتاج إلى الكثير من الواقعية المفقودة وذلك بنهج سياسات التفعيل والتطبيق العملي الآني الاستعجالي ؛ لردع الخطر وحماية المجال من الانهيار الشامل ؛بسبب التراكمات السلبية للإنسان الذي أفقده الكثير من التوازن وبريقيه الجمالي الطبيعي في الآن ذاته ، وذلك عن طريقه لجوئه إلى الكثير من الأساليب المدمرة قصدا ومن غير قصد ؛من صنع البشر والتي بدأ يحصد نتائجها منذ الثورة الصناعية الثي بدأت شرارتها من إنجلترا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وانتقلت بعد ذلك إلى دول غرب أوروبا ومن ثم إلى جميع أنحاء العالم والتي أعلنت القطيعة المؤقتة مع العمل اليدوي لتعوضه بالمكننة لتفرز الكثير من الإختراعات دات الأثر العميق على الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية لأروبا ؛

هذه التورة المشهودة كانت لها مظاهر وانعكاسات إيجابية وسلبية على حد سواء ؛ لكن سوف نركز على ما يهمنا نحن في ما نناقشه بين ثناياه هاته السطور وهو الجانب البيئي ،فقبل الثورة الصناعية كان معظم الأوروبيين يشتغلون في القطاع الفلاحي بالأرياف في منظومة لا يعكر صفو جوها أي شيئ ولم يكن ما ينذرهم أنذاك ببزوغ عهد جديد سينقلهم من وضعهم البيئي النقي السليم إلى مجال آخر لم يألفو العيش فيها ولم يسمعوا له حديثا من قبل ؛ ثورة فرضت عليهم عبر مراحل من الزمن هجرة الأرياف والمجال الأخضر والإنتقال إلى العيش في المدن والتأقلم مع الوضع الجديد والذي فرض عليهم من أجل تغيير حياتهم المعيشية إلى الأحسن والإندماج مع المنظومة الجديدة ؛

منظومة بيئية كتب لها أن تطالها منذ ذاك الزمن إلى يومنا هذا أيادي تشويه المعالم الطبيعية وزعزعة استقرار الكون حيث تأثر بشكل مهول بمظاهر التقدم الصناعي عن طريق الثلوت خاصة الجوي الذي أجمع من خلاله علماء العالم أن المسسب المباشر في الإحتباس الحراري المؤذي إلى بعض من الظواهر الطبيعية ؛كالفيضنات وتوالي سنوات الجفاف ،

hadikaattoyour

فمن هذا المنطلق يمكننا أن نحكم أن المناطق والمجلات الخضراء لها علاقة بالمنظومة البيئية وذلك عن طريق التأثر بتغيراتها وما يطبعها من إختلالات مخيفة تفرض دق ناقوس الخطر وإعلان حالة الطوارئ لتجنب كل المظاهر السيئة والمسبب لبداية نهاية العالم ، لكن مع كل ذلك لا يمكن أن نجزم ونؤكد أن الثلوات الصناعي وما يدور في فلكها هي السبب الوحيد لهذا المشكل المزمن والخطير   فهناك الكثير من الأسباب الأخرى وإن وكان قاسمها المشترك الإنسان تدخل في هذا الإطار والتي يمكن ذكرها لا للحصر فيما يلي

  1. قطع الأشجار لأغراض تجارية ؛صناعية أو للإستعمالات المنزلية كالتدفئة والطهي.

  2. التطاول على المجال الطبيعي ،كالرعي الجائر؛واستغلاله كمطارح للنفايات .

  3. تشويه المجال الجمالي للطبيعة الذي غالبا ما تتجسد بعض صوره في إنشاء مقالع للرمال والحصى.

  4. غياب الوعي الإجتماعي والتحسيس بأهمية البيئة.

  5. تقلص الفضاء الأخضر بسسب الزحف الإسمنتي والعمراني على الأراضي الفلاحية .

  6. إنتشار ظاهرة الحرائق خاصة في فصل الصيف لعوامل طبيعية أو بتدخل العامل البشرى .

تدخل بعض العوامل الطبيعية كتوالي سنوات الجفاف ،والتعرية بسبب الرياح أو الفيضانت إضافة إلى ظاهرة الترمل أو ما يصلح عليه بالتصحر .

كل هذه النقاط التي سردناها وغيرها من النقاط تساهم بشكل كبير وسلبي في السير العادي للحياة البيئة وتدفع بها مرغمة إلى التغير في الكثير من طباعها الطبيعة كما خلقها الله سبحانه وتعالى ،

قد تتأثر البيئة بعض العوامل التي دكرنا البعض منها ؛ لكن في بعض الأحيان تقوم بتغير جلدها وإصلاح ما أفسده الغير بنفسها ، كالتخليف الداتي الطبيعي بعض تعرضها للحرائق ،لكن هذا لا يكفي لوحده إن لم يتدخل العنصر البشري الذي حان دوره وجب عليه الآن أكثر من أي وقت مضى أن يعمل جاهدا وبكل مسؤولية من أجل القطيعة والحد من تدخله السلبي في المنظومة البيئية الخضراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *