البرنامج الوطني لضخ الطاقة الشمسية مشروع مربح للدولة و للفلاح

بقلم  : هشام ضفير

هشام ضفير

    بقلم :  هشام ضفير

 

     ” البرنامج الوطني لضخ الطاقة الشمسية مشروع مربح للدولة و للفلاح

    

      **********************************

      

وجهت المملكة المغربية اهتمامها نحو برنامج جديد يستهدف في خصوصياته الفلاحين الصغار والمتوسطين ؛من أجل خدمة فلاحتهم  والأخذ بمسارها نحو الإقلاع  المنشود ، وبتكلفة مادية أقل وذات وقع وأثر كبير في نفس الوقت .

الأمر هنا يتعلق بمشروع واعد جد طموح ؛وهو ضخ الطاقة الشمسية في المجال الفلاحي وجعله تحديدا في خدمة إقتصاد مياه السقي ، وهو ما رصدت له الدولة مبلغ جد مهم قدر بحوالي 400  مليون درهم ؛ نظرا لأهميته ومحاولة منها في تخفيف العبء عن دعم صندوق المقاصة بغاز البوتان ، وكبديل أيضا عن استعمال الڭازوال  لتشغيل مضخات جلب المياه من الآبار بحكم ارتفاع أسعار النفط ؛وعجزها عن مسايرة تقلباته على مستوى الأسواق العالمية .

حسنا فعل المسؤولين عن تدبير القطاع الفلاحي والطاقي بالمغرب عندما فطنوا إلى الثروة الإنتاجية الهائلة التي يتوفر عليها المغرب كحل بديل عن النفط وعن التبعية الطاقية للخارج.

ثروة شمسية مهمة تصل إلى أكثر من 3 آلاف ساعة سنويا من أشعة الشمس ، أي بقدرة إنتاجية مقدرة ب5 كيلواط في الساعة بالمتر المربع وبالأيام ؛وهذا ما أكد عليه السيد عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري بالرباط يوم الإثنين 17 يونيو 2013 ، مضيفا في هذا الصدد أن المساعدات التي يجب تقديمها للفلاحيين الراغبين في الإستفادة  من هذا البرنامج لا ينبغي أن تفوق 50% من تكلفة التركيب في حدود 75 ألف درهم في 5 هكتارات ؛ وأنه من الضروري أن يقوم الفلاح بتركيب أجهزة السقي بالتنقيط ، إضافة إلى الحصول على شهادة موافقة مسبقة صادرة عن المصالح المختصة في الوزارة .

إذن حان الأوان أن يبادر المغرب باستغلال واستثمار هذه المؤهلات الطبيعية المجانية التي يتوفر عليها ويحسن استخدامها على منحى جيد ليجني منها الثمار والنتائج المرجوة ، فهذا البرنامج الذي أعطت الدولة إنطلاقته ووجهته خصيصا للفلاحيين الصغار والمتوسطين لا يمكننا أن نجزم إلا أنه مربح ولكلا الطرفين ؛ وذلك انطلاقا وبناء على الأهداف والغايات والمسطرة ومعطيات أرض الواقع ؛ فجميع المكونات والمتتبعين لهذا الشأن يؤكدون على صواب ونجاعة هذا التوجه .

بلدة ” عين الصفا ” بوجدة  في موعد مع التاريخ وتدخل من أوسع أبوابه ؛حيث شهدت أول تجربة من نوعها في العالم لمضخة جلب المياه من الآبار باستعمال الطاقة الشمسية ،من طرف شركة عالمية قادمة من ألمانيا متخصصة في هذا المجال والتي استقدمها أحد المستثمرين المغاربة بعد مشاركته في أحد المعارض المتخصصة بألمانيا ؛ وبتكلفة مالية قدرت ب490000 درهم بطاقة إنتاجية تصل إلى 29 كيلواط.

السيد عبد الرحيم حدوش مهندس في الطاقات المتجددة يؤكد أن  هذا النوع من المضخات التي تشتغل بالطاقة الشمسية  يمكن أن تجلب 450  متر مكعب يوميا ومن عمق 150 متر، يمكن إستغلالها في سقي 30 هكتار أو أكثر  حسب نوع المزروعات في الوقت الذي يمكن للفلاح استرداد مبلغ الاستثمار في نهاية سنتين ، كما حددت ضمانات استعمال الألواح الشمسية في 25 سنة والمضخة في سنتين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *