وضعية منتجي الحليب بمنطقة سوس في الميزان

البوابة العربية لأخبار الفلاحة

إبراهيم الحجوجي مسير ضيعة إنتاجية  بتارودانت
يحق لمنتجي الحليب واللحوم الحمراء بسوس، أن يفخروا بالنجاح المبهر لملتقى الأبقار بتارودانت، كما حُق لهم أن يتشرفوا بمزاولة أشرف مهنة، ألا وهي تغذية المواطنين. ثم إن هذا النجاح لهو أكبر دليل على أهمية قطاع إنتاج الحليب واللحوم الحمراء في بلدنا عموما وفي سوس خصوصا، وهو أيضا إشارة واضحة إلى بداية تحول هذا القطاع من نشاط عائلي معيشي إلى نشاط اقتصادي تنموي.
غير أن الملَاحَظ في هذه الأيام الأربعة، والمسموع على ألسنة كل المنتجين والمهنيين، هو أن قطاع تربية الأبقار بات في مفترق طرق لا يعلم أحد مصيره.
فما هو الوصف الحقيقي الذي يمكن أن نصف به الوضع الحالي لقطاع تربية الأبقار؟ وما المطلوب منا، كمهنيين فاعلين في القطاع، ومن المسؤولين في أجهزة الدولة، من أجل الرقي به ليصبح رافعة للتنمية المحلية والجهوية والوطنية.

وصف الحالة الحالية :
يعاني منتجوا الحليب من التضخم المتواصل لمصاريف الإنتاج بسبب ارتفاع ثمن الأعلاف والطاقة واليد العاملة، ناهيك عن مستلزمات الإنتاج الأخرى، كالأدوية ومواد التطهير. في الوقت الذي تراوحت فيه المداخيل بين التدني والاستقرار. فالزيادة الأخيرة في ثمن الحليب لم تكن كافية لتغطية العجز الحاصل.
هنا يطرح سؤال مهم نفسه بإلحاح. هل هناك فعلا مردودية اقتصادية من مزاولة هذا النشاط ؟
هناك جدل واسع بين المنتجين حول هامش الربح المتوخى من انتاج الحليب. والصحيح هو أن عملية حسابية بسيطة تؤكد أنه في أحسن الأحوال لا يُرجى من مزاولة هذا النشاط إلا هامش قليل جدا مقارنة بمستوى الاستثمار. وبما أن الكساب يخضع لعوامل كثيرة تتحكم في الإنتاجية، فإنه كثيرا ما يجد نفسه خاسرا.
وهذه العوامل منها ما يتعلق بالظروف المناخية، ومنها ما له علاقة بالسوق كأثمنة الأعلاف واللحوم، ومنها ما هو تقني له علاقة بتسيير القطعان.
ولهذا فإننا نسمع كثيرا هذه الأيام عن منتجين أفلسوا واضطروا لبيع أبقارهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على هشاشة هذا القطاع وحاجته أكثر من أي وقت مضى إلى تظافر الجهود من أجل إنقاذه.

واجب كل من المهنيين والمسؤولين :
يجب على المهنيين، على مستوى التجمعات المهنية من تعاونيات وجمعيات، إيجاد صيغ حديثة ومتطورة لتشخيص المشاكل والتحديات التي تواجه المستثمرين في القطاع. ومن ثم، عليهم اقتراح حلول فعالة مبنية على مقاربة تشاركية، ينخرط فيها الجميع من أجل حل معضلة الهشاشة.
أما على مستوى الدولة فيجب على المسؤولين العمل بسرعة وبفعالية على حماية هذا القطاع الذي أصبح يشغل شريحة جد مهمة من المجتمع ويساعد على استقرار المواطنين في العالم القروي, كما يحد من استنزاف العملة الصعبة لاستيراد الحليب واللحوم.
إن حماية قطاع بهذه الأهمية لمن أوجب الواجب خصوصا في ظل العولمة واستمرار دول العالم الأخرى في دعمه.
فهل سيغتنم المسؤولون هذه الفرصة التاريخية، ويجعلون من قطاع تربية الأبقار قاطرة تنموية ونموذجا يحتدى به ؟ أم سيُفوتون الفرصة ويتخلون عنه في مفترق الطرق يواجه مصيرا مجهولا ؟

ابراهيم الججوجي

 

3 تعليقات

  1. هذا موضوع مهم وخاصنا كلنا نتعاونو باش نقدو فلاحتنا

  2. الشاوي الحسين

    السلام عليكم
    موضوع جد مهم و أفكار في الصميم. نرجوا من الله ان يتحقق ما اقترحته في اقرب وقت.

  3. كل هده المفرقات هي نتاج هيمنة التعاونيات الكبرى على سلسلة الانتاج من اجل هدف الربح دون اخد بعين الاعتبار معانات الحلقة الاضعف من السلسلة ألا وهي الفلاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *