ملتقى الأبقار بتارودانت وآنعكاساته على التنمية الفلاحية المحلية

بقلم  : هشام ضفير

هشام ضفير
هشام ضفير

 ملتقى الأبقار بتارودانت

وآنعكاساته على التنمية الفلاحية المحلية

*****

 

ستشهد مدينة تارودانت عروسة جهة سوس ماسة درعة أول ملتقى من نوعه خاص بتربية الأبقار من تنظيم تعاونية كوباك بشراكة مع عمالة إقليم تارودانت والمجلس البلدي للمدينة؛  ويسعى   من وراء تنظيمه  تحقيق تلة من الأهداف والغايات ولعل أبرزها تبادل الخبرات والأفكار بين مختلف الفعاليات والمهتمين والتعريف بآخر المستجدات التقنية  والتكنولوجيا الحديثة المستعملة في تربية الأبقار ؛ وهي فرصة أيضا  لإبراز المؤهلات التي  تتوفر عليها تعاونية كوباك في مختلف القطاعات الإنتاجية التي تهتم بها خصوصا إنتاج وتسويق الحليب .

ولعل أبرز ما يثير الانتباه هو إنتظارات الفلاحيين من هذه التظاهرة وعن نوعية الإضافة التي ستأتي بها على أنشطتهم الفلاحية  وعن الحلول التي ستقدمها كبديل ترقيعي لمجموعة من المشاكل التي يتخبطون بها خاصة الفلاحين الصغار والمتوسطين الذين يشتكون من ارتفاع في أثمنة الأعلاف  والوقود إضافة إلى معاناتهم مع التنقل بسبب البنيات الطرقية الهشة خصوصا في المناطق النائية ؛ زد على  ذلك عدم تمكنهم من الاستفادة من عمليات الاستشارة والإرشاد من طرف خبراء ومهتمين تابعين لوزارة الفلاحة وذلك لعدم استطاعتهم التعاقد  مع تقنيين أو متخصصين للاشتغال بصفة دائمة ؛ وذلك لصعوبة تغطية مصاريفهم المالية .

يلجأ بعض الفلاحين إلى التكتل والعمل في إطار واحد وذلك بتأسيس تعاونيات تحت هدف التخفيف من الأعباء والمشاكل ورفع من  المردودية الإنتاجية و سقف التطلعات  وتحسين ظروف العمل إلى الأفضل؛ إلا أنهم مع ذلك يعانون من غياب التأطير وإكراهات الاندماج وتشتت الآراء مما يجعلهم يدخلون في الاختلاف وعدم التفاهم مما يعصف بالتعاونية في بعض الأحيان ويبدد طموحاتهم  وأحلامهم ؛أظن أن ملتقى تربية الأبقار بتارودانت عندما سيدل الستار على فعالياته وأنشطته سيترك بلا شك أثار إيجابية وسينعكس على التنمية الفلاحية بالمنطقة على المستوى القريب والمتوسط تزكيه الرغبة الجامحة لدى  كل المهتمين بتربية الأبقار لتطوير أنشطتهم وتعززها أيضا  إرادة بعض المؤسسات الفلاحية الكبرى  في المساهمة في بلورة استراتيجية هادفة إلى تفعيل مقاربة النوع و سياسة التعاون من أجل الدفع بالفلاحة المحلية إلى الأمام ومواجهة   التحديات خاصة العولمة التي تفرض مسايرة الركب العالمي وعدم التراجع إلى الوراء .

أعتقد جازما أن التنمية الفلاحية  المحلية كفيلة بتضافر جهود الجميع مع احترام خصوصيات كل منطقة واستغلال مؤهلاتها ومقوماتها والعمل على خدمتها وتنزيل مقتضيات مخطط المغرب الأخضر والتوصيات التي خرجت بها المناظرات الوطنية للفلاحة ؛ومحاولة استهداف الفلاح الصغير والمتوسط  من خلال برامج إرشادية وتوعوية دورية ومصاحبته في مختلف مراحل مشارعه  وأنشطته ليرتقي الدرجات ويحقق المكاسب المرجوة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *