العنصر البشري المؤهل والتنمية الفلاحية

هشام ضفيرمقال بقلم :  هشام ضفير

يلعب العنصر البشري المؤهل دور كبيرا في  سلسلة  التنمية والتطوير في مختلف القطاعات الإنتاجية ؛ وحتى لا نذهب بعيدا سوف نتحدث عن مجالنا الذي ننتمي إليه والذي يعتبر القطاع الأول في المغرب و يشغل الألوف المؤلفة من اليد العاملة ، ولعل أبرزها وما يهمنا في نحن هنا هو العنصر البشري المؤهل والمكون الذي يعتبر المحرك الأساس لتحريك آليات التنمية في المجال الفلاحي ، ولا يمكن الاستغناء عنه  على كل حال من الأحوال فهو يضطلع بمهام ومسؤوليات جسيمة فبدونه لن تسير الفلاحة إلى الأمام ولن تواكب التطور ، وكثيرا ما تحمل له المسؤولية في التسيير خاصة في الشركات والضيعات ، ويعتمد عليه غالبا وهو محل ثقة من طرف أرباب العمل؛ فتجده يكد ويشقى طيلة اليوم وأحيانا لساعات متأخرة من الليل تبعده عن انشغالاته والتزاماته الخاصة خارج العمل. وهذا كله من أجل إظهار القدرات وإتباث الذات وإبراز المخزون العلمي  والمعرفي الذي راكم في المؤسسة أو المعهد إبان فترة التكوين والتأهيل .

كل هذه المجهودات الجبارة التي يبدلها الإطار والعنصر البشري المؤهل تظهر لنا كمنتمين للقطاع ؛ لكن ما يظهر لنا ولا يظهر لغيرنا هو حجم المعاناة والمشاكل التي يعانني منها دون أن يلتفت إليه أحد ويقدر دوره وبصمته في التنمية الفلاحية للبلد فأغلبهم يعانون من وضعية لا يحسد عليها تنقص من كرامتهم وتقض مضجعهم وتحرمهم من حقوقهم المشروعة التي يكفلها القانون والدستور ؛ ويشتكون من تردي أوضاعهم المهنية وعدم اتضاح صورة العمل خاصة في القطاع الخاص الذي يحتوي على أكبر عدد منهم على اختلاف تخصصاتهم  وتعدد شواهدهم .

فمن أهم  المشاكل التي يشتكون منها ضعف وهزالة الأجور وعدم التصريح لذى صندوق الوطني للضمان الاجتماعي  وعدم تمكنهم من أيام العطل السنوية.

هذه المشاكل والمعيقات تحطم من أحلامهم وتحد طموحاتهم مما يثقل كواهلهم بحتا عن حلول تنتشلهم من وضعيتهم المؤزمة فكان لزاما التحرك من أجل إيجاد وصفة علاجية للداء المزمن ؛فكانت أولى بوادر وعلامات التغيير مبادرة مجموعة من الشباب خريجي المعاهد الفلاحية في التفكير في تأسيس جمعية وطنية ، تحتويهم في إطار يحميهم وينشغل بهمومهم وتطلعاتهم و يدافع عن حقوقهم ؛ وهذا ما تأتى لهم مؤخرا بقرب تأسيسها تحت إسم ” الجمعية الوطنية لخريجي المعاهد الفلاحية ” والتي  سترى النور بمعهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة بالسويهلة ـ مراكش بعقد جمع عام وطني تأسيسي ؛ معدين العدة لبداية عهد جديد من العمل في إطار قانوني ومنظم همهم الوحيد خدمة الفلاحة الوطنية والمساهمة في تطويرها والدفع بها إلى الأمام ،وذلك عبر استهداف خريجي المعاهد والفلاحيين بوضع برامج وتصورات علمية وعملية ؛ واقتراح بدائل مبتكرة ومغايرة مع إبداء الرأي والمشورة ، تدفع بالجميع إلى تحقيق الآمال وتجاوز كل الإكراهات لإنهاء ولو جزء من المعاناة المعاشة ؛ وهذا ما تعززه أهداف الجمعية و تسير في اتجاهه من خلال العمل على تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لمنخرطيها ؛ والمساهمة في تطوير الفلاحة المغربية وإرشاد الفلاح ؛ إضافة إلى تسهيل عملية الاندماج في سوق الشغل .

هذه المبادرة الرائعة من الشباب سترخي بظلالها  إيجابا على كل مكونات القطاع الفلاحي وستجنى منه ثمار النجاح  وستساهم في مسلسل التنمية الفلاحية عبر إشراك الكل في حوار بناء وجدي ومسؤول يستفيد من نتائجه الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *